تعرّف على أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية
يهتم الكثير من الطلاب بالبحث عن أنواع المحسنات البديعية، فهو علم يهتم بتحسين الكلام، من حيث اللفظ أو المعنى، وإيضاح المعنى وإبرازه، وهو من معجزات اللغة العربية؛ لذلك لم يترك الشعراء استخدام أنواع المحسنات البديعية المميزة، كأداة أساسية في أشعارهم؛ حيث تثري لغتهم، وتقوم بعرض أفكارهم المتنوعة بكل وضوح.
جدول المحتويات
نبذة عن علم البديع والمحسنات البديعية
علم البديع كما عرّفه ابن خلدون فهو: النظر في تزيين الكلام وتحسينه، وهو القسم الثالث من العلوم البلاغية، يأتي بعد علم المعاني وعلم البيان، وهو العلم الذي يضفي جمال على ألفاظ وتراكيب اللغة؛ حيث يمتلك أساليب تعبيرية ، تزيد الكلام حسنًا وفصاحة.
أما المحسنات البديعية، فيقصد بها عادةً، الأساليب البلاغية، وأوجه تحسين الكلام في الجملة، وفقًا لمراعاة مقتضى الحال، من إيجاز أو إطناب.
ولا تقتصر فقط على الزخرفة اللفظية، بل هي العنصر الأساسي في بناء الصور البلاغية البديعة؛ لذلك كثر استخدامها في أشعار العرب، وقطع النثر، والخطب وفنون الكتابة المختلفة؛ فمن خلال استخدام المحسنات البديعية، من تشبيهات واستعارات وتصويرات لغوية، يستطع الكاتب نقل رسالته، بأسلوب يلامس أعماق مشاعر القارئ، فيتفاعل معها.
أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية
تنقسم المحسنات البديعية إلى قسمين: اللفظي والمعنوي، وينقسم كل منهم إلى عدة أقسام، فمثلًا المحسنات اللفظية منها: الجناس والسجع والموازنة، أما المحسنات المعنوية فهي: الطباق والتورية والمقابلة، ولكل منهم صور مختلفة.
المحسنات البديعية اللفظية
واحدة من أنواع المحسنات البديعية، التي تعمل على تجميل أصل ألفاظ الكلمة، وأداء المعنى بوضوح، وتنقسم لعدة عناصر، من أبرزها العناصر التالية:
-
الجناس: هو عبارة عن تشابه كلمتين لفظًا لا معنى، وقد سمي لتجانس حروف الكلمتين، دون معنيهما، وهو من أشهر المحسنات البديعية، وأشيعها استخدامًا؛ حيث يضفي جرس موسيقي عذب، يجذب انتباه السامع.
ينقسم الجناس إلى نوعين هما:
- الجناس التام وهو توافق الكلمتين، في جميع الحروف، من حيث(عددها وترتيبها ونوعها وضبطها)، مع اختلاف المعنى.
- أما الجناس الناقص وهو اختلاف الكلمتين في أحد الحروف، أو الأمور التي سبق ذكرها.
-
السجع: يأتي كثيرًا في الأشعار والقطع النثرية، وهو توافق حروف نهاية كل جملة، بالرغم من اختلاف المعنى واللفظ، وهو يشبه قافية الشعر، يظهر بشكل غير متكلف، ويأتي بكثرة في الكلمات متشابهة النهاية مثل: دعوتي، توبتي.
المحسنات البديعية المعنوية
بالنسبة إلى المحسنات البديعية المعنوية، فهي تعتمد بشكل كامل على التأثيرات البلاغية، العائدة على معنى الكلمة، لا لفظها، وتحمل أنواع متعددة، أشهرها:
- الطباق: الطباق ويسمى أيضًا التطبيق والمطابقة، وهو الإتيان بالكلمة وضدها في الجملة، وهو أحد أهم أنواع المحسنات البديعية، التي لها تأثير معنوي على الكلام. ينقسم الطباق إلى:
- طباق إيجاب وهو: ذكر الكلمة مع ضدها،
- طباق سلب وهو: ذكر الكلمة وذكر نفيها.
-
المقابلة: هي تضاد معنى كلمتين أو أكثر، ويتم استخدام المقابلة لإثارة ذهب السامع، وجذب انتباهه، وتأكيد المعنى عن طريق ذكر ضده. قد تتشابه المقابلة مع الطباق، إلا أنها تختلف في بعض الحالات، مثل وجود المقابلة بس جملتين، على عكس الطباق، وكذلك قد تصل المقابلة إلى ثلاثة كلمات، فتكون مقابلة ثلاثية، وقد تصل بحد أقصى لمقابلة أربع كلمات، على عكس الطباق يكون في كلمتين فقط.
- التورية: ذكر كلام يحمل معنيين، أحدهما معنى قريب للأذهان، غير مرغوب، والمعنى الآخر بعيد، وهو المعنى المرغوب، وتنقسم لأربعة أنواع هي: التورية المجردة ، و التورية المرشحة ، و التورية المبينة ، و التورية المهيئة .
- المبالغة: هو المبالغة بوصف حدث معين، وصفًا بعيدًا، حتى يصل بالوصف حد المستحيل، سواء كانت في الشدة أو الضعف، وقد ذكر في الكثير من الأشعار، وتنقسم المبالغة لثلاثة أقسام هي:
- التبليغ: الإتيان بوصف بأسلوب معين، مما يمكن تقبله في العقل أو في العادة.
- الإغراق: عرض الوصف بشكل يمكن تقبله بالعقل، ولا يمكن تقبله في العادة.
- الغلو: ذكر وصف يستحيل تقبله، في العقل أو في العادة.